نواجه في حياتنا اليومية العديد من الضغوط والتحديات التي قد تؤثر على صحتنا النفسية وعلى قدرتنا على العمل وأداء المهام اليومية، قد نشعر في بعض الأحيان بالقلق أو الحزن أو الإرهاق وقد تكون هذه المشاعر مرتبطة بتغيرات في حياتنا أو بتجارب معينة لذا قد تكون مؤقتة تبعاً لموقف ما نمرّ به، ومع ذلك في بعض الحالات قد تتحول هذه الأعراض إلى مشاكل نفسية أكبر تتطلب تدخلاً من قبل الطبيب النفسي المتخصص في وضع خطة علاجية مناسبة.

لكن متى نعلم أنه يجب التوجه إلى طبيب نفسي ؟ هذا السؤال يتكرر بين العديد من الأشخاص الذين قد يعانون من أعراض نفسية ولكنهم غير متأكدين من مدى خطورة تلك الأعراض، أو حاجتهم للعلاج النفسي وهذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.

متى يجب التوجه إلى الطبيب النفسي ؟

سنقدم دليلاً أو إشارات معينة تجعلنا نتوجه للطبيب النفسي لتلقي العلاج المناسب والخروج من أي اضطراب نفسي قد نعاني منه، وتشمل هذه الإشارات:

  1. إذا كانت الأعراض تؤثر على الحياة اليومية:

إذا كان الفرد يجد صعوبة في أداء المهام اليومية المعتادة مثل العمل أو الذهاب للمدرسة أو مهام المنزل أو أي مسؤولية تقع على عاتقه بسبب القلق أو الاكتئاب أو أي اضطراب نفسي آخر؛ أو إذا كان الفرد يجد صعوبة في التفاعل مع الآخرين فقد يكون الوقت قد حان للتوجه إلى الطبيب النفسي للسيطرة على هذه الأعراض وعلاج الاضطراب الذي يعاني منه المريض والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي.

  1. التغيرات المزاجية الحادة أو المستمرة:

قد تكون التقلبات المزاجية الشديدة أو التي تستمر لفترة طويلة مثل الشعور بالحزن الشديد لفترات طويلة مؤشراً على المعاناة من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب.

يجب معرفة أن أي شخص قد يعاني من تقلبات مزاجية لفترة مؤقتة وخاصةً النساء في فترة ما قبل الطمث وهذا ليس اضطراب نفسي؛ ولكن استمرار الأعراض لفترة طويلة وتأثيرها على الحياة اليومية يستدعي استشارة طبيب نفسي.

  1. أعراض القلق أو الهلع المتكررة:

عند المعاناة من نوبات قلق شديدة وصعوبة في التنفس أو تسارع في ضربات القلب بدون سبب واضح وكانت هذه النوب تؤثر على أداء المهام اليومية ولا يمكن السيطرة عليها فقد يكون لديك اضطراب قلق يستدعي استشارة طبيب نفسي.

  1. الشعور بالعزلة الاجتماعية:

قد نفضّل الجلوس لوحدنا لفترة معينة ولكن إذا شعرتَ أنك تفقد الاتصال بالأشخاص المقربين منك وتفضل العزلة أو الانسحاب الاجتماعي فإن هذا قد يكون علامة على اضطراب نفسي قد يحتاج إلى معالجة.

  1. الاضطرابات في النوم أو الشهية:

تعتبر المعاناة من تغيرات كبيرة في نمط النوم مثل الأرق أو الإفراط في النوم أو تغيرات في الشهية مثل القهم أو النهم أعراضاً لاضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الهوس أو اضطرابات الطعام وتستدعي التوجه لطبيب نفسي لتشخيص الاضطراب بدقة وتلقي العلجا المناسب.

  1. الأفكار أو السلوكيات الانتحارية:

أي شخص يشعر بأفكار انتحارية أو لديه ميول إيذاء النفس يجب عليه التوجه إلى الطبيب النفسي فوراً، حيث أن هذه الأفكار تستدعي تدخلاً عاجلاً من متخصصين ولا يجب إهمالها أبداً.

  1. وجود تاريخ عائلي من الأمراض النفسية:

تبين أن وجود تاريخ عائلي للأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب واضطراب ثنائي القطب يزيد فرصة إصابة الفرد بهذه الأمراض، لذا من المهم الانتباه للأعراض النفسية الجدية ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات.

أهمية التوجه إلى الطبيب النفسي في الوقت المناسب

من المهم التوجه إلى الطبيب النفسي في مراحل مبكرة من ظهور الأعراض، حيث يمكن أن يساعد في تجنب تطور الأعراض إلى حالات مرضية أكثر تعقيداً.

قد تشمل أساليب العلاج النفسي العلاج بالكلام (مثل العلاج السلوكي المعرفي) أو الأدوية في بعض الحالات التي تستدعي ذلك ولا يجب الخوف من الإدمان عليها طالما أنها بوصفة طبيب مختص، ويمكن أن تساعد هذه العلاجات في تحسين نوعية الحياة والوظائف اليومية والوصول إلى الاستقرار النفسي.

إن الأعراض النفسية تعتبر جزء طبيعي من التجربة البشرية وما نتعرض له كل يوم من تحديات ولكن إذا استمرت هذه الأعراض أو كانت تؤثر على الحياة اليومية فقد يكون من الحكمة التوجه إلى الطبيب النفسي.

العناية بالصحة النفسية ليست رفاهية بل ضرورة لتحسين جودة الحياة لذا لا تتردد في طلب المساعدة عندما تشعر أنك بحاجة إليها وعليك أن تفهم أن الصحة النفسية لا تقل أهمية أبداً عن الصحة الجسدية.